فصل: انتقاض أهل اليمامة.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.ولاية منصور بن جمهور على العراق ثم ولاية عبد الله بن عمر.

لما ولي يزيد استعمل منصور بن جمهور على العراق وخراسان لم يكن من أهل الدين وإنما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية وحنقا على يوسف بقتله خالد القسري ولما بلغ يوسف قتل الوليد ارتاب في أمره وحبس اليمانية لما تجمع المضرية عليه فلم ير عندهم ما يحب فأطلق اليمانية وأقبل منصور وكتب من عين البقر إلى قواد الشام في الحيرة بأخذ يوسف وعماله فأظهر يوسف الطاعة ولما قرب منصور دخل دار عمر ابن محمد بن سعيد محمد العاص ولحق منها بالشام سرا وبعث يزيد بن الوليد خمسين فارسا لتلقيه فلما أحس بهم هرب واختفى وجد بين النساء فأخذوه وجاؤا به إلى يزيد فحبسه مع إبني الوليد حتى قتلهم مولى ليزيد بن خالد القسري ولما دخل منصور بن جمهور الكوفة لأيام خلت من رجب أفاض تاعطاء وأطلق من كان في السجون من العمال وأهل الخراج واستعمل أخاه على الري وخراسان فسار لذلك فامتنع نصر بن سيار من تسليم خراسان له ثم عزل يزيد منصور بن جمهور لشهرين من ولايته وولى على العراق عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وقال: سر إلى أهل العراق فإن أهله يميلون إلى أبيك فسار وانقاد له أهل الشام وسلم إليه منصور العمل وانصرف إلى الشام وبعث عبد الله العمال على الجهات واستعمل عمر بن الغضبان بن القبعثرا على الشرطة وخراج السواد والمحاسبات وكتب إلى نصر بن سيار يعهد على خراسان.

.انتقاض أهل اليمامة.

ولما قتل الوليد كان علي بن المهاجر على اليمامة عاملا ليوسف بن عمر فجمع له المهير بن سليمان بن هلال من بني الدول بن خولة وسار إليه هو في قصره بقاع هجر فالتقوا وانهزم علي وقتل ناس من أصحابه وهرب إلى المدينة وملك المهير اليمامة ثم مات واستخلف عليها عبد الله بن النعمان من بني قيس بن ثعلبة من الدؤل فبعث المندلب بن الحنفي على الفلخ قرية من قرى بني عامر بن صعصعة فجمع له بني كعب بن ربيعة بن عامر وبني عمير فقتلوا المندلب وأكثر أصحابه فجمع عبد الله ابن النعمان جموعا من حنيفة وغيرها وغزا الفلج وهزم بني عقيل وبني بشير وبني جعدة وقتل أكثرهم ثم اجتمعوا ومعهم نمير فلقوا بعض حنيفة بالصحراء وسلبوا نساءهم ثم جمع عمر بن الوازع الحنفي الجموع وقال لست بدون عبد الله بن النعمان وهذه فترة من السلطان وأغار وامتلأت يداه من الغنائم وأقبل ومن معه وأقبلت بنو عامر والتقوا فانهزم بنو حنيفة ومات أكثرهم من العطش ورجع بنو عامر بالأسرى والنساء ولحق عمر بن الوازع باليمامة ثم جمع عبيد الله بن مسلم الحنفي جمعا وأغار على قشير وعكل فقتل منهم عشرين وسمى المثنى بن يزيد بن عمر بن هبيرة واليا على اليمامة من قبل أبيه حتى ولي العراق لمروان فتعرض المثنى لبني عامر وضرب عدة من بني حنيفة وحلقهم ثم سكنت البلاد ولم يزل عبيد الله بن مسلم الحنفي مستخفيا حتى قدم كسرى بن عبيد الله الهاشمي واليا على العامة لبني العباس ودل عليه فقتله.

.اختلاف أهل خراسان.

ولما قتل الوليد وقدم على نصر عهد خراسان من عبد الله بن عمر بن عبد العزيز صاحب العراق انتقض عليه جديع بن علي الكرماني وهو أزدي وإنما سمى الكرماني لأنه ولد بكرمان وقال لأصحابه: هذه فتنة فانظروا لأموركم رجلا فقالوا له: أنت! وولوه وكان الكرماني قد أحسن إلى نصر في ولاية أسد بن عبد الله فلما ولي نصر عزله عن الرياسة بغيره فتباعد ما بينهما وأكثر على نصر أصحابه في أمر الكرماني فاعتزم على حبسه وأرسل صاحب حرسه ليأتي به وأراد الأزد أن يخلصوه فأبى وجاء إلى نصر يعدد عليه أياديه قبله من مراجعة يوسف بن عمر في قتله والغرامة عنه وتقديم ابنه للرياسة ثم قال: فبذلت ذلك بالإجماع على الفتنة فأخذ يعتذر ويتنصل وأصحاب نصر يتحاملون عليه مثل مسلم بن أحرو وعصمة بن عبد الله الأسدي ثم ضربه وحبسه آخر رمضان سنة ست وعشرين ثم نقب السجن واجتمع له ثلاثة آلاف وكانت الأزد قد بايعوا عبد الملك بن حرملة على الكتاب والسنة فلما جاء الكرماني قدمه عبد الملك ثم عسكر نصر على باب مرو الروذ واجتمع إليه الناس وبعث سالم بن أحور في الجموع إلى الكرماني وسفر الناس بينهما على أن يؤمنه نصر ولا يحبسه وأجاب نصر إلى ذلك وجاء الكرماني إليه وأمره بلزوم بيته ثم بلغه عن نصر شيء فعاد إلى حاله وكلموه فيه فأمنه وجاء إليه وأعطى أصحابه عشرة عشرة فلما عزل جمهور عن العراق وولي عبد الله بن عمر بن عبد العزيز خطب نصر قدام بن جمهور وأثنى على عبد الله فغضب الكرماني لابن الجمهور وعاد لجمع المال واتخاذ السلاح وكان يحضر الجمعة في ألف وخمسمائة ويصلي خارج المقصورة ويدخل فيسلم ولا يحبس ثم أظهر الخلاف وبعث إليه نصر سالم بن أحور فأفحش في صرفه وسفر بينهما الناس في الصلح على أن يخرج الكرماني من خراسان وتجهز للخروج إلى جرجان.